ما معنى كوني مسلمًا؟ وماذا يترتب على ارتضائي الإسلامَ دينًا؟

673ed8793fdd16bc013b8d39990456b9

  1. مراعاة قَدْر المخلوق وجلال الخالق

من الأفكار الشائعة في صناعة الأفلام ثيمة “فرانكشتاين” ، التي تقوم على صَنْعَةٍ ما (روبوت أو مستنسخ) تبدأ في “التمرد” على صانعها ، وتمردها يبدأ عادة بتخطي حدود ما صنعت له ، بل وتخطي حدودها كصنعة لمناقشة الصانع بكل ندّيّة في عمله . حبكة هذه الأفلام وجذور العقدة فيها تبدأ بالضبط من بزوغ هذه “الندّية” في وجدان الصنعة . وبقدر ما تلقى هذه الأفلام رواجًا ، قد لا يخطر لنا أن نسقط هذا التصور علينا نحن البشر!

إلى أي مدى نستحضر ونستشعر حقيقة أننا “صنعة” في تعاملنا مع هذا الوجود وموجِده تعالى؟ ونردد في حصص التربية الدينية على مدار سنوات أننا “مخلوقون” ، لكن هل تعاملنا مع الله تعالى يعكس حقًا تعاملًا من منطلق مخلوق؟ وكثير من تساؤلاتنا حول قَدَر الله وتدبيره ورزقه وحكمته فيها من تجبّر النبرة ما لا يدل على أدب مخلوق مع خالق . وفي ذات الوقت لا نكاد ننشغل بنفس القدر بمحاسبة أنفسنا عما إذا كنا “حقًا” لله على ما يريد ، وليس على ما “نظن” أنه يريد . فمن الذي له حقّ على مَن؟! ومَن الذي يحاسب مَن؟!

كم نصيح في أعماقنا :

لماذا خلقتني كذا وكذا؟!

لماذا أنا من أنا؟ لماذا ظروفي هكذا؟!

لماذا أهلي على هذه الشاكلة؟!

لماذا تعطي فلانًا وتمنعني؟!

أنا “لست سيئًا” فلماذا كل هذه الابتلاءات؟!

لماذا يتنكد عيشي هنا لأدخل جنتك هناك؟!

ماذا أفعل أكثر مما أفعل وأنا أصلي وأصوم؟!

ماذا تريد لأصل لما أريد؟!

وفي مقابل ذلك لعلنا لا نتساءل أبدًا عن أفعالنا نحن في حق الله : أي صلاة وأي صيام وأي عبادة؟ كم من مصلّ صائم ولا حظ له إلا القيام والجوع! وما مفهومنا للسوء عندما نرى أننا “لسنا سيئين”؟ أهو أننا لا نصل لارتكاب كبيرة ، لكن الإغراق في الهوى والشهوات والغفلات ليس من السوء عند الله بمكان؟ وأي فهم للإرادة ذاك يجعلنا نحسب أن الله معبر أمانينا أو بنك أحلامنا ، نودع له رصيد أعمال فيردّها لنا في استجابة أمانينا وتحقيق آمالنا؟ وأي نظر قاصر وتجنٍّ على الله ذاك الذي يجعلنا لا نرى نكد العيش صورة متفرعة – لا منفصمة – عن سلسلة أفعال ونمط حياة ، لو كان في الله حقًا ما أوصل لهذا السؤال؟ وأي استصغار لوزن الجنة التي الله عن عملنا ودخولنا فيها غني ونحن المحتاجون؟!

إن أول الخيط في كشف حيرات المحتارين في فهم الكون والحياة والتقدير ، هو إدراك حقيقة أنفسنا وحجمها ودورها ، وفهم مقتضيات ما ادّعينا أننا نؤمن به ونتسق معه في حركتنا في الكون والحياة وفهمنا للتقدير والسنن . وأول الغيث أن نفهم ونعي وندرك أننا عباد الله ، والعبد “مِلْك” لسيده ؛ وأننا مخلوقون ، والمخلوق تبع لمشيئة خالقه فيه ، الذي لو شاء ما كان أو شاء فكان . وإذا كانت المملوكية في حق البشر – مع كونها مجازًا لأنه لا أحد “يملك” آخرًا حقيقة –  لها مسؤوليات تلزِم المملوك بطاعة مالكه وتركه يتصرف فيه ، فكيف مع الخالق الذي يملكنا حقيقة؟

ونكثر من تشبيه صلنتا بالله بصلتنا بآبائنا من حيث كونه تعالى رحيمًا رؤوفا بنا ، لكنه تشبيه فاسد من حيث كون والدينا لا يملكوننا حقيقة ، ولم يخلقونا حقيقة ، ولسنا لهم تبعًا حقيقة ، ولا مدينين لهم بحق الخالقيّة وكينونة الوجود ، ولولا أمر الله فيهم وما فُطر عليه الولد من تقدير الوالد ما كان لهم علينا حق شرعًا ولا عرفًا! فتأمل! أما الله فيملكنا حقيقة ، وخلقنا حقيقة ، ونحن له تبع حقيقية . فمن حيث النتيجة المنطقية المترتبة على هذه الحقيقة الواقعة : الله تعالى حر التصرف في ملكه وأرضه وعبيده ومخلوقاته ، بلا أدنى معارضة أو سؤال له عن تبرير ما يفعل! ولا مجال حتى للتشبيه أو المقارنة بأي مخترع واختراعه أو أي صنعة وصانع ، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء .

فإذن أول مقتضيات الإسلام هو أن نخلع عن بصائرنا غشاوة الندّيّة وعن قلوبنا غطاء الجبروت ، ونتسربل بلباس العبودية وتواضع المخلوقية في تعاملنا مع ربنا تبارك وتعالى وفهمنا عنه .


  1. إحسان الظن بالله ، وهو فرع عن صدق اليقين به

حسن الظن بالله تعالى لا يعني وضع قائمة بالأمنيات وتصورًا بالتطلعات وتوقعات بالنتائج ، ثم ننتظر من الله أن يلبي لنا على ما نهوى! مهما تسترت تلك النفسية وراء شعارات صحيحة من باب الطمع في فضل الله وكرمه ، فهي عقديًا غير سويّة . ذلك أن حسن الظن بالله أن تظن بالله ما الله أهله ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر . فمهما جاءت نتيجة على غير توقع أو وقع أمر دون معرفة وجه الحكمة ، يظل اليقين بالله يقينًا لا يتزعزع لأنه يستمد أنفاس حياته من الله رأسًا ، فالله أهل كل خير وحكمة قطًعًا . فافهم عن الله ما الله أهله ، وأيقن بذلك “بالغيب” ، بما يعني دون تشرط أو طلب دليل إثبات!

وحسن الظن بالله يعني الافتقار لفضل الله لا لذات الأمنيات ، ورجاء كرم الله بغير تحجيره في صورة معينة إذا لم تتأتى خاب الظن فيه! بل لنفهم عن الله سننه التي سنّها في تدبيره وأرضه وبين خلقه ، وما وعد به فلنلزمه ولا نزيد عليه توقعات من عند أنفسنا . الله وعد بالإجابة ، لكن ليس في التو واللحظة ، ووعد بإكرام السائل لكن ليس بنفس تصوّره القاصر لجواب مسألته ، وهو يَقدُر لنا الخير قطعًا ، لكنه “الخير حيث كان” كما في دعاء الاستخارة ، وذلك لأن الله يعلم ونحن لا نعلم . فإما التسليم المطلق لله بالغيب ، فلن يخيب ظنك أبدًا ، أو الحيود عن ذلك ولن يتحقق لك ظن أبدًا .

“والإيمان الصحيح هو بشاشة الروح، وإعطاء الله الرضى من القلب، ثقة بوعده ورجاة لما عنده، ومن هذين يكون الاطمئنان. وبالبشاشة والرضى والثقة والرجاء، يصبح الإيمان عقلا ثانيا مع العقل. فإذا ابتلي المؤمن بما يذهب معه الصبر ويطيش له العقل، وصار من أمره في مثل الجنون، برز في هذه الحالة عقله الرُّوحاني، وتولّى سياسة جسمه حتى يفيق العقل الأول. فيغلب أقواهما الأضعف، ويخرج الأعز منهما الأذل”[1].

 

15940916_10155477229592137_7481957478098157710_n


  1. الإيمان بالله يقتضي الاستجابة لشرعه

فمن يبحث عن “الاقتناع”  بأمر الله بعد ادّعاء الإيمان به ، لم يؤمن بالله أصلًا حق الإيمان . فنحن لا نعبد الله على شرط كشف حساب بحكمه في كل أمر وعند كل ناصية ، وإلا فهذا ليس إيمانًا به بداية بما يعني أن تثق به وتسلّم له دون شروط . وحقيقة الإسلام الذي نَدين به أنه عهد استسلام وتسليم لله تعالى . ليس تسليم مسلوبِ الإرادة أو اللامكترث ، أو الذي جُبل على الطاعة لا يستطيع غيرها . بل تسليم ذي إرادة واختيار ، أيقن بالله يقينًا صادقًا ووثق به بالغيب ، فدفعه ذلك لتسليم أمره له ، مطمئنًا إلى أن مولاه لا يريد به إلا خيرًا ، وأنه سبحانه يحكم لا معقب لحكمه ، وأنه تعالى غالب على أمره ، وأنه تعالى قد جعل لكل شيء قدرا .. إلى آخر مفاهيم التقدير الربّاني والسعي الإنساني .

ومِن تكاليف الشرع ما تعبدنا الله تعالى بالاستجابة له أو الامتناع عنه لعلة التعبد ذاتها ، دون بيان وجه الحكمة المباشرة منه ، لأنه ليس من حقوقنا كعباد مخلوقين تتبع ذلك ، ناهيك عن تشرطه على الخالق! وهذا مقتضى الحديث “لا يؤمِنُ أحدُكم حتى يكونَ هواه تَبَعًا لِمَا جِئْتُ به” [النووي]: أي تطويعِ هوانا ورضانا القولي والفعلي والنفسي ليكون وفق مراد الله تعالى وما يجري به تشريعه وتقديره ، لا أن نجعل مراد الله تعالى تبعًا ، أو أن نطالب الله تعالى “ببيان” تبرير لكل تشريع وتوضيح حكمة لما يقدّر لنا ، لنتمكن من موافقته راضيين!

  مثلًا : لماذا حرّم الله الربا وأحل البيع؟ مع أن المناقشين لهذا التحريم في الآية وضحوا بأنه : “إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا” ، ففيه من المتاجرة والتراضي مثل ما يكون في البيع ، فلماذا حُرّم الربا وهو كالبيع؟! فجاء الرد الربّاني الحاسم: “وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا” ، انتهى . وعلى نفس النسق ، لماذا المسح على ظاهر الخف في التيمم لا باطنه؟ ولماذا نصلي لقبلة محددة ، مع أنه “فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ” [البقرة : 115]؟

ومن جهة أخرى فالتشريع عامر ببراهين الإحكام الرباني لمن لديه الصدق في إنفاق الوقت والجهد ، لفقه حقيقة ما يقول إنه آمن به ، واتخذه عقيدة يرضى أن يحاسب على أساسها! ومن لا وقت لديه ليتعلم ويتفقه ، فخير له أن يتأدب بأدب العبودية والتسليم لله بما الله أهله ، ولا يجمع على نفسه تقصير الجهل وإثم التبجح على الله ، بمناقشته في تشريعه مناقشة الندّ للندّ!


  1. الجِدّ في فقه أمر الله والعمل بما تبيّن

“البحث عن مراد الله!”

سرى هذا الاصطلاح في الوسط الملتزم سريان النار في الهشيم . بدأت شرارته بقصد إصلاحي ووقع تنبيهي لأهمية العناية بفقه الدين كمرجع للحياة ودليل لحسن التعامل معها وفق سنن الله في أرضه . ثم انقلب في النهاية لنار حقيقية تسري في هشيم فعلي . فغدا المصطلح مظلة فضفاضة ، تتسع للاعتذار عن التخاذل في أخذ الدين والحياة والعمر بقوة ، وتمتد لتشمل تبرير التوهان المتكلف في أمر الله ، والحيرة المتوهمة في كثير من الأحيان عن سبل رضاه .

            ذلك أن مراد الله على الحقيقة واضح بيّن ، فالدين قد اكتمل بالفعل ، بما أنزل الله علينا من قرآن فصل ، وبما تركنا عليه نبينا من “مَحَجّة بيضاء ، ليلها كنهارها” ، فليس من مزيد وحي يتنزل ولا رسول منتظر ليبعث ولا جديد هدى يُتوقع . واستشعار أن مراد الله شيء غامض في ظلام دامس مبثوث في مكان ما في أرجاء الكون ، بما يستلزم أن يَهيم الفرد باحثا عنه ذات اليمين وذات الشمال ، يكاد يساوي القول المباشر بأن الدين لم يكتمل ، وأن الله حين قال “فاسْتَقِمْ كَمَا أٌمِرْتَ” قد طالبنا بمُتعذَّر علينا ، لأنه لم يبين لنا ما أمَرَنا أن نستقيم عليه!

            ولأن معرفة مراد الله وسبل مراضيه مراد الله إنما يتوسل له بأركان لازمة ثابتة بمقدور الكل . أولًا بدوام دعائه تعالى وصدق الافتقار لهداه والاستعانة به على الرشاد ، ثم بالعلم الجاد الراسخ ، ثم مكابدة الصدق في محاولة المعايشة ، والصبر على ذلك ما امتدت بالمرء حياة . وليس له دهاليز أخرى خفية . مراد الله ليس مفرقعات فجائية خارقة ، ولا نجومًا تسطع في سماء البعض مصادفة وتترك أخرى مظلمة ، ولا هبة تهبط على النائمين في المنام أو تزور المنتحبين على الأطلال . وإنما “يُستجلب” من عند الله كما سلف ، بما أمر الله به ، وما ترك بين أيدينا من سبل ووسائل تدل عليه ، لكن لمن يأخذها بعزم ويصبر عليها بيقين ، ثم لا يلتفت ولا يتذبذب ، ولا يمل ولا ييأس . لكن كم من جاهل يقنع بالبكاء على أطلال الجهل ؛ ومتعلم يصر على استشعار التيه رغم ما اتضح مما تعلم ، ويتعجل ما لم يتضح دون صبر على الطلب ؛ وعامل يستقل من العمل ما ظهر ، ويتعجل ثمرة ما بعد ، ثم يترك الكل مللًا أو يأسًا ، فلا هو ثبت على ما تبين ولا هو بالتالي بلغ ما بعده .

 والنمط أو القالب المتبادر للذهن عند ذكر اصطلاح الباحث عن مراد الله ، أنه إنسان هلامي ، تائه ، شارد ، حيران ، حزين ، مكتئب ، يائس (!) . ربما يصلي ويصوم بالفعل لكن دون التفات لروح تلك العبادات ومقاصدها ، فذلك ليس على كل حال المراد الذي يبتغيه هو من مراد الله (!) ، لأن مراد الله الذي ينتظر تكشفه له لابد أن يكون “ميزة” خاصة به تفرقه عن غيره (ويا له من حظ نفس صريح فتأمل!)

وقد يسوء خلق ذلك الباحث ، ويضيق صدره بمن حوله ، ويطيش في أهله ومن حوله غضبًا ، ويقلب البيت براكين مستفزة على الدوام ، لكن هذا مبرر في حقه ، لأنه مستاء بسبب خفاء أمر الله عنه ، ولا يدخل في إساءته تلك مخالفة أمر الله بحال!

وقد يعمل في التطوع والإدارة في مؤسسة تطوعية أو دعوية أو خيرية ، بما يشمل ضمن ما يشمل أوقاتًا مهدرة في السفسطة الفكرية ، والمهاترات “الإدارية” ، والدردشة “الدينية” ، وإطلاق النظرات والابتسامات بغير ضابط من تقوى ولا رادع من ورع ، لكن لا بأس ، لأنه وسط كل هذه المعمعمة من المخالفات سيجد – بصورة ما – مراد الله التائه عنه!

وهكذا يُغرق “الباحث” نفسه في تِيه صَنَع دهاليزه باختياره ، ويصر على الدوران حول نفسه والبوصلة في جيبه ، ثم تلبس كل هذه الأعراض الانهزامية وعادات النفس التخاذلية وحظوظها من الدلال والتثاقل والتعجل واشتراط الثمرة ، وتنسب لمراد الله ، تعالى الله عن ذلك! وشتان بين الصبر على نفس تجاهد حتى تنقاد ، والتمادي في إعذارها ومهاودة كسلها والتبرير لقعودها عن الأخذ بما تبين ،  وتلبيس ذلك بانتظار مراد ليس إلا صورة من صور حظ النفس بدرجات ، وإن نسبه من نسبه إلى الله ، تعالى الله عن ذلك .

وكم من منشغل عن الله باسم الله!

وكم من طالب لله يطرق باب كل خلق الله إلا الله!

وكل امرئ على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره!

6386da22df2490ff7d19856246f596fc

 


5. اتباع الواجب والمسؤولية لا الهوى والمزاج \ تحت مسمّى الشغف والحافز!

إن من منّة الدين على من دان به حقًا أن رؤيته للكون تغدو أوضح وحركته فيه أصح . لذلك عندما تكون مسلمًا ، لا يعود عليك اختراع فهم لهذا الوجود ولا سنّ قوانين له بنفسك . فرسالة المسلم الوحيدة في الحياة أن يكون عبدًا لله ، ورسالته المخصوصة أن يكون عبدًا لله في سياقه المخصوص. والعبودية لله هي أن تتصرف على أرض الله ، حيث يجعلك الله ، كما أمر الله ، لوجه الله .  فإذن كل عمل تقوم به على وجه العبودية ، داخل بالضرورة في مهامك الوظيفية ورسالتك الوجودية .

ذلك وقد خلق الإنسان ليكون عبدًا مُكلفًا ، بغض النظر عمّن آمن ومن لم يؤمن ، ومن التزم ومن لم يلتزم . فقضية الإيمان بالله ليست قضية اختيار لوقوع التكليف من عدمه ، إذ التكليف قائم على كل حال ، وإنما هو قضية ارتضاء ذلك التكليف والقيام به عن طيب نفس رغبة ورهبة ، محبّة وإذعانًا . فمن لا يؤمن بالله ولا يرتضي تكليفه يأثم إثمًا مركبًا ، لتضييعه التكليف الذي تعلّق به من جهة ، ولجحوده لربه من جهة أخرى . فكيف بمن يدعي الإيمان بالله ، بما يعني ضمنيًا ارتضاء تكليفه ، ثم هو مضيع له كالذي ما آمن بداية؟!

ولا يستقيم أن تكون عبدًا مكلفًا ثم أنت في تيه وشتات كالذي لم يكلف بأمر ولم يُبين له طريق! فخذ ما آتاك الله وكن من الشاكرين . اعمل بما يتبين لك في كل خطوة ، واشتغل بمسؤوليات كل مرحلة بحسبها ، وبواجبات كل سياق في حينه ، ولا تتكلف ما وراء حتى تنتهي مما أنت فيه . وفي كل أمرك استعن بالله ولا تعجِز .


[1] “وحي القلم” : مصطفى صادق الرافعي


مقالات مرتبطة

القواعد العشر للتعامل مع هواجس تغيير العالم والرسالة الكونية والموهبة الباهرة

!لا تضرب امرأة ولو بزهرة

لمن يشكو هجر عبادة الدعاء أو التقصير فيها

كشف الحيرة في مفاهيم التخطيط والقدر والتوكل

كيف أعرف مراد الله مني ورسالتي في الحياة؟

رأي واحد حول “ما معنى كوني مسلمًا؟ وماذا يترتب على ارتضائي الإسلامَ دينًا؟

اضافة لك

اكتب تعليقا

قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑